النص وتشكلاته الثقافية في الفكر الحداثي عند أدونيس

Abstract

يستهدف هذا البحث الكشف النقدي عن دور النص في الفكر الحداثي عند أدونيس ، ويكتسب أهميته من إثارته لعلاقات الحداثة العربية بالمقدس أو النص من منظور الموروث العربي والآخر الغربي معا ، كما هي معروضة في الخطاب النقدي لأدونيس ؛ ذلك أن النص كان مقوما رئيسا في نظرية أدونيس الحداثية سواء في إبداعه الشعري أو خطابه النقدي ، ويمكن الوقوف على دراساته النقدية للحداثة العربية لإثبات أن النص كان محورا ساطعا ومضمرا في آن لأغلب هذه الدراسات ، مهما كان منضويا تحت مسميات أو مفاهيم محددة كالأصل والمرجع والمصدر من جهة أو الغيب والوحي والمقدس من جهة أخرى ، فقد احتل بحث الأصل المتمثل في النص أو الرؤيا الدينية النابعة عنه في كتابه "الثابت والمتحول عند العرب " فصلين متتابعين الأول والثاني ، إلى جانب سطوعه في عدد من الدراسات النقدية كـ"المحيط الأسود" و "الهوية غير المكتملة" و"موسيقى الحوت الأزرق" ، عوضا على تجليه بمعناه الصريح في دراسات عديدة كـ"النص القرآني وآفاق الكتابة"، وكونه محورا لتجربة الصوفية كما عرضها في كتابه "الصوفية والسوريالية " ، ومحورا ، أيضا ، في حديثه عن الشعرية العربية في ضوء اتحادهما التاريخي والمعجز في اللغة العربية ، بالإضافة إلى كونه ، أخيرا ، المرجع الذي تعود إليه جميع تحليلاته النقدية ، وعلى الرغم من كثرة الدراسات النقدية المعقودة حول أدونيس ومشروعه الحداثي إلا أن أحدا لم يتعرض لهذا الجانب الرئيس منه ، حيث اقتصر الكثير من الناقدين والباحثين لأدونيس على البحث حول اتجاهين أحدهما متمثل في الحداثة الشعرية كما أسس لها أدونيس والآخر مصروف إلى دراسة المنهجية النقدية التي اعتمدها أدونيس في خطابه النقدي للحداثة العربية ؛ ومن أجل ذلك كان هذا البحث موجها لدراسة هذا الجانب النقدي المهمل حول أدونيس وخطابه الحداثي . وقد دارت فصول البحث ومساراته حول الإجابة على تساؤلات عديدة ، أهمها : ما الدور الذي لعبه النص في الرؤيا الحداثية لأدونيس ؟ ، وما الخصوصية النقدية على الصعيد المنهجي لأدونيس في بحثه النص كمقوم رئيس لمنظوره الحداثي ؟، وقد اقتضت طبيعة هذا البحث الاستناد إلى آليات منهجية محددة كالمقاربة والوصف والتأويل إلى جانب الإفادة من آليات المنهج التاريخي و المنهج المقارني ، وقد انتهى هذا البحث إلى نتائج مهمة ، يمكن تلخيصها في نتيجة واحدة هي : النص يعد مقوما رئيسا في نظرية أدونيس الحداثية إلا أنه رغم ذلك لم يكن عاملا وحيدا في صياغة إشكالات الحداثة العربية كما افترض أدونيس .