الملخص
تشير الدراسات إلى زيادة تأثير الحريديم في المشروع الصهيوني المتمثل بالكيان الصهيوني المحتل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وسوف نحاول في هذا البحث رصد الحريديم وأثرهم في تحولات المشروع الصهيوني المعاصر باستخدام المنهج الوصفي التحليلي. وذلك بالرجوع إلى مصادر الشريعة اليهودية التوراة والتلمود وعرض موقفها من المسائل التي قد تؤثر في موقف الحريديم من تحولات المشروع الصهيوني؛ مثل عقيدة الأرض المقدسة، وعقيدة المسيحالمخلص، وموقف الشريعة اليهودية من (الأغيار) ونخص هنا الشعب الفلسطيني وتعريف اليهودي. بالإضافة إلى موقفهم من مسألة هوية الكيان الصهيوني المحتل، وما ترتب على ذلك من عزلة حريدية عن المجال العام. ومن ثم دراسة سبب انعكاس موقف الشريعة اليهودية من القضايا المذكورة، على دور الحريديم العملي في تحقيق أو عرقلة أهداف المشروع الصهيوني وتحولاته. وقد خلص هذا البحث إلى جملة من النتائج أهمها: أن للحريديم دورا في تحقيق عدة أهداف للمشروع الصهيوني؛ أولا: المساهمة في توسيع الاستيطان الصهيوني في فلسطين. ثانيا: المساهمة في تهويد المناطق المحتلة. ثالثا: زيادة حجم القوة البشرية بسبب ارتفاع معدلات الخصوبة عند المرأة الحريدية. بالإضافة إلى أثرهم في عرقلة بعض أهداف المشروع الصهيوني من خلال زيادة العبء الاقتصادي على الكيان الصهيوني المتحتل أولا، وثانيا: تأجيج الصراع العرفي بين الستفرديم والأشكناز". وثالثا: تأجيج الصراع الحريدي العلماني؛ بسبب فرض هو يتهم الدينية في عدة قضايا. وأوصت الباحثة في تتبع أثر العلمانية في تحولات المجتمع الحريدي المعاصر؛ لما له من أثر بالغ الأهمية في توقع الآثار المترتبة على النمو الديموغرافي السريع للحريديم في تحولات المشروع الصهيوني، وجاء ذلك الملاحظة قلة وجود الدراسات العربية والإنجليزية التي تركز على هذا الجانب، كما أوصت بالاهتمام بالدراسات الكمية التي من شأنها أن تعطي صورة أوضح وأدق حول التحولات في المجتمع الحريدي وانعكاساتها على المشروع الصهيوني والصراع العربي الإسرائيلي. وأخيرا؛ أن تفرد دراسات اقتصادية وسياسية، وسوسيولوجية حول
الحريديم، وذلك لما له أثر في تعميق فهم المجتمع الجريدي وانعكاسه في المشروع الصهيوني.
