درس الباقلاني لليهودية: من الإلهيات إلى النبوات
Date
2025Metadata
Show full item recordAbstract
عَني هذا البحث بدراسة الباقلاني لليهودية من خلال كتابه التمهيد، وتم التركيز فيه على موضوعين هما: إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ومسألة نسخ الشرائع عند اليهود. انطلق الباقلاني في إثبات النبوة بمناقشة منكريها من البراهمة وغيرهم، ثم اتجه إلى إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عبر المعجزات، والتي قسمها إلى نوعين: القرآن الكريم، والمعجزات الحسية، ورأى أن القرآن يُثبت النبوة الخاتمة بطريقتين: الإعجاز البياني وتحدي العرب بالإتيان بمثله، وإخباره عن الغيب. كما وضح أن نقل القرآن متواتر لا يمكن إنكاره، ومن ثم فإن ثبوت صلته بمحمد صلى الله عليه وسلم يقع عن طريق الاضطرار، بينما المعجزات الحسية التي صدرت عنه تثبت بالنظر والاستدلال. ثم انتقل الباقلاني إلى مناقشة موقف اليهود من نسخ الشرائع، حيث استعرض آراء الفرق اليهودية المختلفة، مثل الشمعنية، العنانية، السامرية، والعيسوية، وبيَّن اختلافاتهم حول قبول النبوات، وإمكانية النسخ. وردَّ على دعوى اليهود القائلة بأن شريعة موسى غير قابلة للنسخ، مفنِّدًا حججهم من الناحيتين النقلية والعقلية، فهو يشكك في صحة النصوص التوراتية التي يستدلون بها، ويرى أن التواتر الذي يدّعونه غير صحيح. كما يرد على اعتراضهم العقلي بأن النسخ لا يعني البداء، بل يتعلق بتغير الأحكام تبعًا للزمان والمكان. أبرز البحث تأثر الفكر اليهودي بعلم الكلام الإسلامي، حيث أدى هذا التأثير إلى ظهور فرق يهودية جديدة تبنت بعض المفاهيم الكلامية الإسلامية في قضايا مثل النسخ، التواتر، والعقل والنقل. في الختام، أبرز البحث أهمية تحليل مناهج المتكلمين المسلمين في دراسة الأديان الأخرى، كما أوضح دور الباقلاني في تأصيل مباحث النسخ، وإثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في سياق الجدل الإسلامي-اليهودي.