مقاومة التغريب عند الدوسري في تفسيره صفوة الآثار والمفاهيم

Abstract

هذه الدارسة تعنى ببيان معالم مقاومة التغريب في تفسير (صفوة الآثار والمفاهيم من وهي تجيب عن سؤال تفسير القرآن العظيم ) لمؤلفه الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري في تفسيره قضية تغريب المجتمعات المسلمة، من حيث مركزي، وهو كيف تناول الشيخ الدوسري ذكر الأسباب، وطرق الوقاية، ووسائل العلاج؟ وتهدف الدراسة إلى بيان معنى التغريب، وهدفه، ووسائله، وأثره السيئ على الأمة، وترصد جهود بعض العلماء في توصيفهم ومقاومتهم له، مع تسليط الضوء على تفسير( صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم) ، لأنه واحد من التفاسير التي لم تأخذها حقها في الساحة العلمية، وقد استدعى هذا كله دراسة منهجية مؤلفه، ومعرفة معالم مقاومته للتغريب. وقد جاءت الدراسة في ثلاثة فصول وخاتمة، عرفت في الفصل الأول بالشيخ عبد الرحمن الدوسري من حيث نشأته، وطلبه للعلم، وصفاته المميزة، ثم عرفت بمصادره في تفسيره ومنهجه فيه. أم الفصل الثاني فكان عن مفهوم التغريب عند علماء اللغة العربية، ومفهومها في السياق الغربي، وفي السياق العربي الإسلامي، ثم ذكرت أهداف التغريب ووسائله المتنوعة وهي: الوسائل الثقافية والفكرية والتربوية والتعليمية والإعلامية والاقتصادية والسياسية والعسكرية. وأما الفصل الثالث فبينت فيه معالم مقاومة التغريب في هذا التفسير، حيث قمت براسة تفسير الشيخ لآيات العقيدة الإسلامية، كآيات الإيمان بالغيب، وآيات الولاء والبراءة، وآيات الحكم إلى شرع الله، او لآيات المثبتة لربوبية الله، ثم بينت هذه المعالم من خلال تفسيره لآيات القصص القرآني، مكتفيا ببعض النماذج في ذلك، وأتبعتها ببيان هذه المعالم ودارستها من خلال تفسيره لآيات الأحكام كالقصاص والوصية والصيام والجهاد والحج. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها: أن تفسير صفوة الآثار والمفاهيم من التفاسير التي من تميزت بمادة علمية ثرية، وبمواضيع عصرية تهم الباحثين، وأن الشيخ عبد الرحمن الدوسري العلماء الذين تميزوا بذكائهم وفارستهم وفقههم لواقع أمتهم، وأنه قد حرص على مقاومة التغريب في تفسيره وذلك من خلال توضيح معناه وأهدافه ووسائله، ومن خلال الطرح الإيماني الذي يحفظ دين المرء من بريق الماديات، والتأكيد على العقيدة التي تحفظه من الانجراف خلف الأفكار المنحرفة، وبدحض الشبهات التي يلقيها أهل التغريب، ودمغها بالأدلة النقلية والعقلية، وأن الشيخ كان مكملاً لدور العلماء الذين تناولوا التفسير الفكري والاجتماعي عموماً، وقضية التغريب على وجه الخصوص.