التكليف بما لا يطاق عند علماء الكلام
الملخص
إن هذه المسألة تكسب أهميتها من خلال ارتباطها الوئيق بالجانب الأخلاقي عند الإنسان، يظهر ذلك في مدى مسؤليته عن فعله الذي لا بد أن تتوفر فيه حرية الاختيار زيادة على الاستطاعة على الفعل والترك، وقد أكد الله سبحانه وتعالى في محكم آياته على أنه لا يكلف المرء إلا بقدر طاقته في قوله تعالى: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها".
وقد أجمع علماء الكلام على أن التكليف فعل من أفعال الله تعالى، وهو فعل حسن، وهذا التكليف يشمل التكليف العقلي مثل معرفة الله تعالى ومعرفة الخير والشر والحسن والقبح أو التكليف العملي كأوامر الله تعالى ونواهيه الشرعية.
أما الاختلاف الدائر بين المعتزلة والأشاعرة فهو حول جواز التكليف بما هو فوق الاستطاعة: المعتزلة تقول بعدم الجواز لأن الله تعالى خلق للإنسان القدرة والعقل والإرادة الحرة والاختيار وأزاح عنه العلل ومن هنا يصح منه تعالى أن يكلف الإنسان وأن يساءله ويجازيه بعد ذلك، أما الأشاعرة فترى أن الله مالك الكون وله أن يفعل في ملكه ما يشاء، ومن هنا فله أن يكلف الخلق بما لا يطيقون وهو في ذلك ليس بظالم لهم ولا يعد فعله هذا قبيحاً ولا عبثا.
معرّف المصادر الموحد
https://www.mutah.edu.jo/ar/research/Pages/EMagazine.aspxDOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17064المجموعات
- العقيدة والدعوة [143 items ]