المختلف والمؤتلف بين مسرحيتي تاجر البندقية لشكسبير و شيلوك الجديد لعلي أحمد باكثير دراسة تناصية مقارنة
الملخص
تمثل الدراسات الأدبية المقارنة وسيلة مهمة للكشف عن حدود الصلات والروابط وعوامل التأثير المتبادلة بين )أناً) و (آخر)،خاصة إذا وُظف لاختبا رها ظاهرة أدبية ذات أبعاد ثقافية تتمثل في تفعيل مفهوم "التناص" باعتباره استراتيجية نقدية ترسم حدود التداخل الأدبي والثقافي والحضاري بين نص مسرحي وآخر. من هنا، تتعامل الدراسة الحالية مع مظاهر الائتلاف والاختلاف بين مسرحيتي (تاجر البندقية) لوليم شكسبير (1546-1616) و)شايلوك الجديد( لعلي أحمد باكثير (1910-1969) من منظور الدراسة التناصية المقارنة، وذلك في أفق يتصل بعوامل التأثير والتأثر بينهما، وحدود التقاطع والتمايز بين نصين مسرحيين ينتمي كل منهما إلى واقع ثقافي وحضاري مغاير للآخر.
في هذه الدراسة، ثمة رابط وثيق بين "المسرح" و"التناص" و"الأدب المقارن". فالمسرحية - بوصفها نصًّا مكتوبًا بغرض التمثيل على خشبة المسرح، يُقصد به إعادة بعث تلك الكلمات الجامدة الميتة على الأوراق وتحويلها إلى صور حيةٍ ناطقةٍ عبر شخوصها وحواراتها على منصة العرض- جنس أدبي تنداح عبره النصوص المكتوبة وتتداعى، بما تحمله بين طياتها من إحالات وتحولات جمالية وثقافية تتمظهر في صورة مشاهد تتناسل، فتارة تتماثل فتتناسخ، وتارة أخرى تختلف فتتمايز.
واعتبارا لما سبق، ولما تراهن عليه هذه الدراسة من خصوصية في المنظور وتعددية واختلاف في زوايا النظر، كان لزاما على الباحثة تشكيل جهاز مفاهيم يعي المكونات الثلاثة السابقة )الأدب المقارن، التناص، المسرح(، وهو جهاز مركب من عدة استراتيجيات وآلياتٍ قرائية متنوعة تتيح لها قراءة مقارنة متماسكة وممارسة نقدية ممنهجة تنفتح على عينة الدراسة الممثلة في )تاجر البندقية( و)شيلوك الجديد(. وعليه، فقد بدأ البحث بفصل نظر ي متعدد المباحث، يناقش طبيعة الدراسات المقارنة ودراسات التناص، مع تبيانٍ مقدار وماهية التقاطع بينهما، ثم النظر إلى المسرح باعتباره مجسدًا لمفهوميْ )التأثير والتأثر(، وما يتطلبانه من وجود عناصر تفيد الوعي بعمليتي الإرسال والتلقي. ويعقب الفصلَ النظريَّ فصلٌ ثانٍ تطبيقيٌّ تتناول مباحثه
المختلفة مسرحيتي شكسبير و باكثير بما تنطويان عليه من تقنيات ومفاهيم جمالية وثقافية،
بحيث تصبح مثل هذه الدراسة المقارنة وسيلة منهجية فاعلة في استكناه المسرحيتين وإجلاء معالمهما، وطبيعة التأثيرات الحاصلة بينهما سواء من حيث الائتلاف أو الاختلاف.
وأخيرا، تسهم هذه الدراسة في إثراء الدراسات النقدية المقارنة والدراسات الثقافية
التي يمكن أن تضيف الكثير إلى أدب الخليج العربي المعاصر، عندما تكون مسلحة بقدر كبير
من الموضوعية وحداثة الطرح وجرأة التعاطي مع الأدب الجديد وما يفرزه من قضايا اجتماعية وثقافية متعددة.
كلمات مفتاحية: الأدب المقارن، التنا ص، المسرح، وليام شكسبير، علي أحمد باكثير.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/3904المجموعات
- اللغة العربية [55 items ]