جدلية النص والعقل في الفكر الإسلامي : الرازي و ابن تيمية نموذجاً
الملخص
العقل من صنع الله تعالى والنقل هو من كلام الله تعالى، فهل يتعارض ما صنع الله تعالى مع ما قاله؟! هذه إحدى ركائز هذه المسألة (جدلية العقل والنقل) فك يجرؤ مسلم أو عاقل على الإجابة بالإثبات، فالإنسان الحازم يترفع أن يعارض قوله فعله، وأن يصادم فكره سلوكه، فكيف ينسب ذلك إلى خالق البشر، المتصف بالكمال والجلال، وبتمام العلم وكمال الحكمة.
إن جدلية العقل والنقل مسألة قديمة جديدة ومتجددة، لكنها كثيرا ما توضع في غير وضعها الصحيح، فتارة يسمى ما ليس عقلا عقلا، مثل الظنون والأوهام والأهواء والشهوات والأغراض الشخصية، وتارة تعمم أحكام الظنية على نصوص الشرع كلها مع الاعتراف أن في الشرع ما هو ظني الثبوت وكثيرا مما هو ظني الدلالة، لكن خطر التعميم يوقع في إشكالات، وتارة يعتبر العقل من مؤسسا للنقل وقاعدة له وهذا قد يصح بوجه، لكن بعض المولعين بالدراسات الفلسفية ينسفون بهذه المسألة كثيرا من دلالات النصوص الشرعية وإن كانت قطعية الثبوت قطعية الدلاة..
فالمأمول من هذه الورقة أن تقدم تحليلا ومعالجة لهذه المسألة من خلال نموذج واقعي يقارن بين موقف شيخ الإسلام ابن تيمية وموقف الإمام الفخر الرازي منها، رحم الله الإمامين ووفقنا للموقف السديد والرأي الرشيد.. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.