منهج التفكير الأصولي والعلاج المعرفي للاكتئاب: دراسة تحليلية مقارنة
الملخص
يشترك العلاج المعرفي للاكتئاب وعلم أصول الفقه في اعتمادهما على الفكر لاستنباط الأحكام. فالعلاج المعرفي يساعد المريض على تغيير أحكامه المتشائمة عن نفسه، وعن العالم، وعن المستقبل. وأصول الفقه يساعد الفقيه على التوصل للأحكام الشرعية. ولما كان العلاج المعرفي يستند إلى فلسفات غير متأصلة في المجتمعات الإسلامية، كان استكشاف قواعد أصول الفقه للاستفادة منها في علاج الاكتئاب يستحق البحث. وقد سلك هذا البحث طريق المقارنة والتحليل للتمييز بين منهج العلاج المعرفي وبين منهج أصول الفقه وأدت المقارنة والتحليل إلى نتائج متعددة ، منها : أن الأصول الفقه منهجه المتميز في التفكير الذي يصلح للتطبيق في مجالات أخرى غير الأحكام الشرعية. ويتميز علم الأصول بثبات أسسه عبر العصور، وبدقة مباحثه التي يستفاد منها في علاج الاكتئاب. وأهم هذه المباحث الدقة في تحديد المفاهيم ودراسة طرق التعميم، والعناية بطرق التخصيص، واستخدام أسلوب الحوار . وتستخلص من أصول الفقه نظرية معرفية تقوم على تحديد المقصود بالعلم، وتفرق بينه وبين ما يشتبه به من الاعتقاد والظن والوهم والشك. كما تبين هذه النظرية أن الوصول إلى العلم يكون بالنظر العقلي. وهناك ما يشير إلى ارتباط النظر العقلي بالنظر البصري. وقبل كل هذا يهتدي علم الأصول بمقاصد الشرع التي ترجع إلى مقصد مخالفة الهوى. وهكذا فعلم أصول الفقه يزود المعالج بنظرية معرفية، وبمجموعة متعددة من وسائل العلاج التي تصلح لأن تكون نواة لعلاج للاكتئاب من خلال أسلوب معين من الحوار . وأشار البحث إلى إمكانية القيام بدراسات عن العلاقة بين حركات العين وبين حالة التفكير في الاكتئاب، ودراسات مقارنة بين طرق العلاج الراهنة، ووسائل أصول الفقه. كما ألمح إلى أهمية المقارنة بين فلسفة العلم التجريبي المعاصر وبين أصول الفقه.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/48828المجموعات
- الفقه وأصوله [69 items ]