مكونات التعليم المنظم ذاتيا في علاقاتها بتقدير الذات والتحصيل وتحمل الفشل الأكاديمي
Abstract
بدا الباحثون خلال السنوات القليلة الماضية في تحديد ودراسة العمليات المفتاحية التي من خلالها يوجه الدارسون- التلاميذ- اكتسابهم للمعرفة الأكاديمية، فيما يعرف بالتعلم المنظم ذاتياً، إذ أن معرفة مكونات واستراتيجيات هذا النوع من التعلم يحسن من فاعلية الذات ومشاعر الضبط ويجنب المتعلم المشاعر المصاحبة للفشل الأكاديمي، بل ويجعله يدرك كيف ينوع ويعدل أو يغير من عمليات التنظيم الذاتي ليواجه المهام المتنوعة، ويصبح لديه الدافعية للتعامل مع تلك المهام. على أن نظرة التعلم المنظم ذاتياً لا تتمركز حول التحصيل وتعلم التلاميذ- فحساب- بل تمتد إلى التضمينات التربوية كالطرق التي ينبغي أن يتعامل بها المعلمون مع تلاميذهم والطرق التي تنتظم بها البيئات المدرسية، ولقد حولت هذه النظرة بؤرة التحليلات التربوية من النظر إلى قدرات المتعلمين والبيئات التعليمية ككينات ثابتة إلى عمليات تستهل ذاتياً واستجابات تعد لتحسين هذه القدرات وتلك البيئات. ولقد سعى البحث الحالي إلى تحديد مكونات هذا النوع من التعلم ودراسة علاقتها بأبعاد تحمل الفشل الأكاديمي وتقدير الذات والتحصيل المدرسي، وعما إذا كان هناك أثر للقدرة العقلية أو الجنس على التعلم المنظم ذاتياً. وشملت عينة البحث (120) تلميذاً وتلميذة من بين تلاميذ الصف الأول الثانوي. واسفرت النتائج عن وجود علاقة دالة بين مكونات التعلم المنظم ذاتياً وأبعاد تحمل الفشل الأكاديمي وتقدير الذات. بينما لا توجد علاقة بين استراتيجيات التنظيم الذاتي والتحصيل بمعناه التقليدي، كما لم تشر النتائج إلى أثر دال للقدرة، بيد أن هناك فروقاً بين البنين والبنات في استخدام مكونات التعلم المنظم ذاتياً. وتم مناقشة وتفسير النتائج في ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة، مع تقديم عدد من الدراسات المقترحة في هذا المجال.