دور القيادات الإدارية في تمكين الشباب القطري من برامج التمكين الاجتماعي للمشاريع الريادية في دولة قطر
الملخص
هناك توجه عام من قبل متخذي القرار في دولة قطر لحفز الشباب للاتجاه نحو المشروعات الريادية، حيث تعدُّ ركيزة التنمية الاجتماعية والاقتصادية إحدى ركائز رؤية دولة قطر 2030، ممَّا يتطلب دعم برامج التمكينِ الاجتماعي التي تمثلها المشروعات الرياديَّة التي تتيحُ مرونةً كبيرة، وتعطي الشباب الفرصة لإطلاق ملكاتهم وقدراتهم الإبداعية بعيدًا عن قيود الوظيفة الحكومية، والسؤال الذي يَطرحُ نفسَه؛ هل استطاعت القياداتُ الإدارية في قطر نشرَ المعلومات الكافيةِ التي تساعد الشبابَ القطري على اكتساب المعرفة وتكوين اتجاهٍ إيجابيّ نحو المشروعات الرياديّة بما يسمحُ بتبنيها؟
اعتمدت الدراسة على المنهج المسحي، باستخدام الأسلوب الكميِّ وجمع البيانات باستخدام الاستبانة والمقابلات المتعمقة، حيث استهدفت عينةٌ من الشباب القطري من الذكور والإناث في المرحلة العمرية من (18 إلى40) سنة، بهدف قياس مستوى معارفهم واتجاهاتهم نحو برامج التمكين الاجتماعي عن المشروعات الريادية، إذ وزِّعت الاستبانة على جميع أفراد مجتمع الدراسة، واسترجاع (328) استبانة كاملة وجاهزة للتحليل. كذلك أجريت 17 مقابلة متعمِّقة مع الجهات القيادية ذات العلاقة.
توصلت الدراسةُ إلى إجماع المشاركين على مفهوم المكوِّنات والسماتِ الأساسية للمشروع الرياديّ، سواءً من حيثُ الأفكار أو القائمون عليها أو هدف المشروع أو متطلبات نجاحِه، ولا يوجدُ اختلافاتٌ - في هذا الصدد- بين القطاعين الحكومي والخاص، وتنوّعت سنواتُ الخبرة لأفراد العيِّنة وتراوحت من 7 إلى 28 سنةً، وهذا يعني وجودَ رصيدٍ كبيرٍ متراكمٍ من الخبرات والمعرفة والوعي بمجالِ المشاريع الرياديةِ، كما تنوعت طرقُ وأساليب الدعم المقدَّمة للمشروعات الريادية، سواءً عن طريق التدريبِ أو التأهيل أو تقديم الاستشارات أو تقديم الدعم العيني أو المادي، و تقدِّم حاضنة قطر للأعمال خدماتها للجميع، وإن كانت في الغالب تقدِّمها للقطريين بشكل أكبر، وهناك استفادة ملحوظة للشباب الذين شاركوا في برامج وزارة الرياضة والشباب والمراكز الشبابية، وأصبحوا الآن بارزين في مواقع التواصل وفي مشاريعهم، وأغلبُ المدربين هم خريجو برنامج رواد العمل الشبابي. وهذا يعنى أهمية وقوة وفعالية برامج التدريب في تأهيل المتدربين وإمدادهم بأهمِّ المعلوماتِ والمعارفِ والمهاراتِ اللازمة التي تحققُ لهم نوعًا من التمكين اللازم لبدء مشروعاتهم.
وتنوعت الخدماتُ المقدَّمةُ للشباب سواءً أكانت خدمات مالية أم غير مالية، واختلفت الخدماتُ بحسب الجهةِ التي تقدِّمُها، وفي السابق كانَت تُقدَّمُ استشاراتٌ مجانية، ثم تُقدَّمُ ورشٌ تدريبية للتركيز على فهم احتياجات السوق بما يضمنُ الاستجابة المثلى لاحتياجاتِ هذا السوق، وارتفع معدلُ الوعي لدى الأشخاص الذين يرغبون في دخول مجال ريادة الأعمال، بعد أن كانت هناك معاناة من بعض المشكلات في السابق نتيجة التجارب السيئة وخسائر راس المال نتيجة عدمِ الدراسة المتأنيةِ للسوق ونقصِ الخبرات.
وأوصت الدراسةُ بالتأكيد من جانب كلِّ مؤسساتِ الدولة على اعتبار المشروعات الريادية جزءًا أصيلًا من فلسفةِ التمكين الاجتماعي التي يجب أن تضطلعَ بها كلُّ مؤسساتِ الدولة في القطاعين الحكومي والخاص، وأهمية وجود منظومة موحدة لريادة الأعمال في الدولة بدءًا من مناهج إعداد الرياديين، وحتى وجود حاضنة لأفكارِهم وتسويق مشروعاتهم مع الدعم المادي للمشروعاتِ بما يتناسب مع طبيعة الفكرة وحجم انتشارها، والتسويق اللازم لها بواسطة ضوابطَ ومحدداتٍ مرنة تشجعُ الأفراد على دخول مجال العمل الريادي، ونشر ثقافة ريادة الأعمال عبر الوزارات والمؤسسات والنوادي كأحد أهم آليات تطبيق إستراتيجيات الحمايةِ الاجتماعيةِ وتحقيق رؤيةِ قطر الوطنيّة في ركيزتِها القائمة على التنمية البشرية، وإعادة النظر في العلاقة بين القادة والرياديين عبر مؤسسات الدولة المختلفة، وتقديم مفهوم رائد الأعمال المثالي اعتمادًا على الممارسات المثلى والدروس المستفادة.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/59871المجموعات
- الماجستير التنفيذي في القيادة [46 items ]